الشريط

الخميس، 27 أكتوبر 2011

إضاءات من حياة الإمام الجواد (عليه السلام )



إضاءات من حياة الإمام الجواد (عليه السلام )

إسمه: محمد 
ألقابه: الجواد، التقي، القانع، الزكي، باب المراد
كنيته: أبو جعفر
والده: الإمام علي الرضا (عليه السلام(
والدته: الخيزران، ويقال لها أيضا (درة) 
ولادته: ولد (عليه السلام) في شهر رمضان المبارك عام195هـ بالمدينة
معاصروه: عاصر إمامنا الجواد من الملوك بقية ملك المأمون والمعتصم
من زوجاته: أم الفضل بنت المأمون
أولاده: الإمام علي الهادي، وموسى، وفاطمة، وأمامة، وحكيمة، وزينب
صفته: كان (عليه السلام) أبيضا معتدل القامة عليه ملامح الأنبياء
عاش إمامنا الجواد عليه السلام مع أبيه7 سنين فقط، وقيل أقل من ذلك، ثم هاجر الإمام الرضا إلى خراسان بأمر المأمون
مدة إمامته: سبعة عشر سنة
هجرته: هاجر (عليه السلام) من المدينة إلى بغداد بأمر من المعتصم العباسي، وأقام فيها تحت الرقابة المشددة إلى أن توفي
شهادته: استشهد الإمام الجواد عليه السلام متأثرا بسم أمر به المعتصم العباسي، سقته إياه زوجته أم الفضل بنت المأمون سنة220هـ
قبره: في بغداد (الكاظمية) إلى جنب جده الإمام الكاظم، فاطلق عليهما (الجوادين) و (الكاظمين(
نقش خاتمه: نعم القادر الله
حرزه: يا نور يا برهان يا مبين يا منير يا رب اكفني الشرور وآفات الدهور وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور
الولادة المباركة 
عندما حملت السيدة (سبيكة) بالإمام الجواد إزداد تكريم الإمام الرضا (عليه السلام) لها وأحاطها بعناية فائقة حتى اقترب موعد الوضع، فأرسل الإمام الرضا إلى شقيقته السيدة حكيمة وأمرها أن تلازم أم الإمام الجواد وتكون بخدمتها، فقامت حكيمة بالأمر على أحسن ما يرام إلى أن جاء الوليد العظيم، وغمرت الإمام الرضا عليه السلام  دفعات من الأفراح والابتهاج بهذا الإمام الذي سيليه
شخصية الإمام (عليه السلام
لقد أضفى الله تبارك وتعالى على الإمام الجواد هالة من الهيبة والوقار، فعلى رغم أنه كان في صباه إلا أن كل من يدخل عليه كان يتهيبه ويقف إليه بكل إجلال واحترام، لما يترشف من شخصيته العظيمة من البهاء والنور
فقد كان للإمام الصادق (عليه السلام) ولد اسمه علي بن جعفر وكان كبير السن أبيض اللحية طاعنا في العمر، وكان عالما من علماء أهل البيت، عاصر الإمام الجواد (عليه السلام)، لقد كان علي بن جعفر على رغم كبر سنه ومكانته يقوم للإمام الجواد إذا دخل ويقف له ثم يأخذ يد الإمام الجواد فيقبلها فيقول له الجواد: يا عم اجلس رحمك الله، فيقول علي: يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم، ثم يجلس عندما يجلس الإمام، وإذا قام الإمام يقوم علي بن جعفر فيرتب له نعليه بكل تواضع، فكان بعض الرجال يوبخون علي بن جعفر على فعله فيقول لهم: اسكتوا إن الله لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه
علم الإمام الجواد (عليه السلام(
إن الشيء الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة التي وجهت إلى الإمام الجواد في فترة حياته القصيرة
وكان الإمام يجيب عن المئات من الأسئلة في اليوم الواحد، وكانت هذه الأسئلة تنطلق من حب معرفة الإمام وامتحانه، وحاول المخالفون أن يسخروا من إمامنا الجواد لأنه صبي، فجالسه كبراء علمائهم وناظروه على مختلف الأصعدة فرأوا بحرا لا ينفد وعطاء علميا لا ينضب
عبادة الإمام الجواد (عليه السلام(
قلنا سابقا أن عبادة المعصوم تمثل التكامل والاقتراب والتواضع  في الله تبارك وتعالى وبنفس الوقت تفيض على الناس بركة وعطاء
فكان الإمام الجواد عليه السلام  كثير النوافل يصلي ركعتين يقرأ في كل ركعة الفاتحة وسورة الإخلاص سبعين مرة، وكان كثير الصيام، بل يأمر بعض أصحابه المقربين ومن في بيته من الجواري والنساء أن يصوموا في أيام الاستحباب، وهكذا يروي عنه الرواة أفعاله العبادية في الحج وأدعيته وأحرازه المشهورة
وسجل الإمام الجواد درسا رائعا في سجل الإنسانية عندما أعرض وهو في ريعان الشباب عن الأموال الطائلة التي كان يبعثها إليه المأمون وعن حياة الترف والبذخ، فهذا درس للزاهدين ونهج للمتقين أن لا يغتروا بالمال والمتاع
وقد رآه الحسين المكاري في بغداد وكان الإمام عليه السلام محاطا بالتعظيم والتكريم من قبل الأوساط الرسمية والشعبية، فحدث نفسه أنه لا يرجع إلى وطنه بل يقيم عند الإمام في هذه النعم، فعرف الإمام قصده فانعطف عليه وقال: يا حسين خبز الشعير وملح الجريش في حرم جدي رسول الله أحب إلي مما تراني فيه
من معاجز الإمام الجواد (عليه السلام(
المعجزة حالة موجودة عند جميع الأنبياء والأوصياء، فهي كل أمر خارق للعادة يزود الله بها أولياءه لتدلل على صدق دعوتهم ولا تكون إلا ضمن أسباب عقلانية
ومن المعاجز المهمة في هذا الصدد هذه القصة الظريفة
المتهم بادعاء النبوة
يقول علي بن خالد: كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام وقالوا أنه ادعى النبوة، فوصلت إليه فرأيته رجلا فاهما ولا يدعي النبوة وأن ما قيل عنه كذبا
فقلت له: ما قصتك وما أمرك؟ 
فقال: كنت أعبد الله في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين (عليه السلام)، فبينما أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال: قم بنا، فقمت معه وإذا نحن في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد، قلت: نعم هذا مسجد الكوفة، فصلينا، ثم أخذ بيدي وإذا نحن بمدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فصلينا ثم قمنا، وإذا نحن بمكة، فلم أزل معه حتى أرجعني في طرفة عين إلى موضعي في الشام، ثم مضى الرجل
فلما كان العام القادم وفي أيام موسم الحج جاءني وفعل بي كما فعل في أول مرة، ولما أراد أن ينصرف قلت له: سألتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت؟، فقال: أنا محمد بن علي بن موسى، ثم ذهب عني
بعد ذلك قصصت هذه الأمور على بعض الأصحاب فتسرب إلى الوزير محمد بن عبد الملك الزيات، فبعث إلي بالشرطة فأخذوني وحملوني إلى العراق وقالوا عني أنني أدعي النبوة
فقال له علي بن خالد: ارفع قصتك في ورقة وابعثها على الوزير
فكتبها وبعثها إليه، فلما قرأها الزيات كتب خلفها: قل للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى المكان أن يخرجك من حبسك
يقول علي: فغمني ذلك، ثم ذهبت بعد يوم إليه لأراه، فرأيت الشرطة وصاحب السجن ومجاميع أخرى عند السجن، فقلت: ما هذا؟، فقالوا: المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة ولا ندري خسفت به الأرض أو اختطفه الطير
فعلم الجميع أن الذي أخرجه هو الإمام الجواد (عليه السلام(
استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام
وأخيرا حاول جعفر بن المامون أن يتصل بأخته (أم الفضل) زوجة الإمام الجواد (عليه السلام)، ، وقد عرف جعفر غيرتها من زوجة الإمام الأخرى (أم الإمام الهادي) عليه السلام ، فأخذ يبث إليها سمومه وكلماته وشرح لها الخطة في القضاء على أبي جعفر فوافقت، فأعطاها جعفر بأمر من المعتصم سما فتاكا جعلته له في الطعام، يقال أنها وضعته في العنب الرازقي الذي كان الإمام يحبه، فلما أكل منه الإمام أحس بالآلام والأوجاع
ثم ندمت على فعلها فأخذت تبكي فقال لها الإمام: والله ليضربنك بفقر لا ينجي وبلاء لا ينستر، فبليت بعلة في بدنها فأنفقت كل مالها على مرضها هذا فلم ينفع إلى أن نفذ مالها كله
وانتقل الإمام جنة المأوى فقام ابنه الإمام علي الهادي بإجراء مراسم الوفاة عليه وحفر له قبرا ملاصقا إلى قبر جده الكاظم (عليه السلام)في العراق


Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة