في رحاب أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب (عليه السلام)
الإسم: علي إبن أبي طالب (عليه السلام)
اللقب: أمير المؤمنين – أبا السبطين وهناك أكثر من لقب له عليه السلام
الكنية: أبو الحسن
اسم الأب: أبو طالب بن عبد المطلب
اسم الأم: فاطمة بنت أسد
الولادة: 13 رجب 23ق. ه
الشهادة: 21 رمضان 40 ه
القاتل: عبد الرحمن بن ملجم(عليه لعنة الله)
مكان الدفن: النجف الأشرف
الولادة المباركة:
ولد علي بن أبي طالب (عليه السلام) في جوف الكعبة من أبوين صالحين هما: أبو طالب عمّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومؤمن قريش. وفاطمة بنت أسد بن هاشم.
مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) -
نشأ علي(عليه السلام) في كنف والديه، وبعد سنوات من ولادته المباركة تعرضت قريش لأزمة اقتصادية خانقة كانت وطأتها شديدة على أبي طالب إذ كان رجلاً ذا عيال كثيرة، فإقترح النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)أن يأخذ علي (عليه السلام) ليخفّف العبء عن أبي طالب (عليه السلام)، وكان عمره ست سنوات. فنشأ في دار الوحي ولم يفارق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حال حياته إلى وفاته، وهو القائل: "ولقد كنت أتّبعه إتّباع الفصيل أثر أمه. يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً. ويأمرني بالاقتداء به". وقد عاش مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدايات الدعوة ولقد سبق إلى الإيمان والهجرة "ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وخديجة (عليها السلام) وعلي (عليه السلام) ثالثهما".
وفي الواقع أن علياً (عليه السلام) ولد مسلماً على الفطرة ولم يسجد لصنم قط بإعتراف الجميع.
علي (عليه السلام) والدعوة:
عاش علي (عليه السلام) مع الدعوة في مرحلتها السرية إلى أن نزل قوله تعالى: "وأنذر عشيرتك الأقربين" فجمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقرباءه ودعاهم إلى كلمة التوحيد فلم يستجب له سوى علي (عليه السلام) وكان أصغرهم سناً. فقال له النبي( صلى الله عليه وآله وسلم)"أنت أميني ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي" وقد اشتهر هذا القول بحديث الدار.
علي إبن أبي طالب (عليه السلام) في المدينة:
هاجر عليه السلام الى المدينة المنورة ملتحقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدما نفّذ وصيته وردَّ أماناته الى أهلها. فدخل معه المدينة وعمل الى جانبه في بناء المجتمع الإسلامي وتركيز دعائم الدولة الإسلامية.
زواج النور من النور :
وفي السنة الثانية للهجرة تزوج علي (عليه السلام) من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم محمد (عليهما أفضل الصلاة والسلام)، وكان ثمرة هذا الزواج الإمام الحسن والإمام الحسين والسيده زينب (عليهم السلام أجمعين). فشكلت هذه الأسرة النموذجية المثل الأعلى للحياة الإسلامية في إيمانها وجهادها وتواضعها وأخلاقها الكريمة.
علي (عليه السلام) في حروب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
شارك علي (عليه السلام) الى جانب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مجمل الحروب والغزوات التي خاضها باستثناء غزوة تبوك حيث تخلف عنها بأمر من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وفي تلك الغزوة قال له (صلى الله عليه وآله وسلم): "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي".
وقد كان له في كل تلك المعارك السهم الأوفى والنصيب الأكبر من الجهاد والتضحية ففي معركة بدر التي قتل فيها سبعون مشركاً قتل علي (عليه السلام) ستة وثلاثين منهم.
وفي معركة أُحُد حينما فرَّ المسلمون وجمعٌ من الصحابه وجرح النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، صمد مع ثلّة قليلة من المؤمنين يذودون عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى منعوا المشركين من الوصول إليه.
وأما في معركة الأحزاب فقد كان حسم المعركة لصالح المسلمين على يديه المباركتين حينما قتل عمرو بن ود العامري، بضربة قال عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) "ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين".
وفي معركة خيبر، وبعد أن فشل جيش المسلمين مرتين في اقتحام الحصن اليهودي المنيع قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله، كراراً غير فرار لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه" فأعطى الراية لعلي (عليه السلام)، وفتح الحصن وكان نصراً عزيزاً بعد ما قتل قائدهم الملقب " مرحب".
وفي معركة حنين إنهزم المسلمون من حول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصمد علي (عليه السلام) وبعض بني هاشم يدافعون عن رسول الإسلام بكل شجاعة وعزيمة حتى أنزل الله نصره عليهم.
علي إبن أبي طالب (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
حينما فاضت روح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بارئها. إنصرف علي (عليه السلام) لتجهيزه ودفنه بينما كان بعض وجوه المسلمين يتنازعون الأمر بينهم في سقيفة بني ساعدة ، ولعدم شرعية الخلافة لم يبايع علي (عليه السلام) في البداية حتى رأى راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فخشي (عليه السلام) إن لم يبايع أن يرى في الإسلام ثلماً أو هدماً فتكون المصيبة به أعظم. ولذلك لم يعتزل الحياة السياسية العامة فنجده المدبّر والمعالج والقاضي لجميع المشاكل الطارئة طيلة عهود أبي بكر وعمر وعثمان مما لفت أنظار الأمة انذاك إلى موقعية علي (عليه السلام) في إرجاع معالم الدين وتصحيح الإنحراف وتقويم الإعوجاج الذي تسبّبت به السلطة وولاتها انذاك مما دفع الناس في جميع البلاد الإسلامية إلى الثورة على الحكم المتمثل في شخص عثمان بن عفّان وانطلقوا إلى بيت علي (عليه السلام) مبايعين.
وكانت المرّة الوحيدة التي يبايع فيها الناس شخصاً ثم يتولى أمور الخلافة بصورة شرعية خلافاً للمرات السابقة التي كان ينصّب فيها الخلفاء أولاً، ثم يُحمل الناس على مبايعتهم.
حكومة علي إبن أبي طالب (عليه السلام):
إمتازت حكومة عليه السلام برجوعها الى الينابيع الأصيلة للاسلام كما أمر بها الله تعالى. ومما امتازت به حكومته (عليه السلام )
أولاً: المساواة في العطاء.
وثانياً: رد المظالم التي تسبّب بها الولاة السابقون.
وثالثاً: تشديد الرقابة على بيت مال المسلمين.
ورابعاً: عزل الولاة المنحرفين واستبدالهم بنماذج خيّرة وكفوءة.
وخامساً: مراقبة الولاة وتزويدهم بالمناهج والخطط من أجل إقامة حكومة العدل والإسلام على الأرض.
وهذا الأمر أزعج المترفين من أغنياء المسلمين انذاك. الذين أحسّوا بالخطر يهدّد مصالحهم فأعلنوا العصيان والتمرّد.
حروبه عليه السلام
إستمرّت حكومة علي (عليه السلام ) خمس سنوات عمل خلالها مجاهداً من أجل التصحيح والتقويم والعودة إلى الأصالة وإقامة حكم الله على الأرض. وخاض خلالها حرب الجمل في البصرة مع الناكثين الذين أزعجهم مبدأ المساواة في العطاء بين المسلمين بالإضافة إلى رفض علي (عليه السلام) الإنجرار وراء مطامعهم وإعطائهم ولاية الكوفة والبصرة، فنكثوا بيعته وطالبوه بدم عثمان وجمعوا له (30) ألف على رأسهم عائشة وطلحة والزبير. ولم تنفع الكتب التي أرسلها (عليه السلام) لإخماد الفتنة فإضطر إلى محاربتهم في حرب ماتسمى "الجمل" والقضاء على الفتنة من أساسها. ثم كانت حرب صفين مع معاوية الذي كان من أشد الولاة فساداً ودهاءاً. وكاد الإمام ينتصر عليه انتصاراً ساحقاً لولا الخديعة التي إصطنعها معاوية بدعوى الإحتكام إلى كتاب الله. هذه الحيلة انطلت على قسم من جيش علي (عليه السلام) وهم المعروفون بالخوارج الذين خرجوا عليه فأجبروه على قبول التحكيم ثم رفضوه ورفعوا شعار "لا حكم إلاّ لله". فحاربهم علي (عليه السلام) في النهروان بعد أن وعظهم وأقام الحجة عليهم، وقضى عليهم، مبيّناً فساد شعارهم بأنه "كلمة حق يُراد بها باطل.." وكان عددهم (4000) خارجي.
إستشهاده عليه السلام:
لم يكتب لهذه التجربة الفريدة في الحكم أن تستمر وتعطي ثمارها حيث إستشهد الإمام علي (عليه السلام) في مسجد الكوفة عاصمة الخلافة على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم(لعنة الله عليه) أثناء الصلاة" وقال جملته المعروفه فزت ورب الكعبه".
وبذلك اختتم علي (عليه السلام) عبادته الكبرى التي إفتتحها في جوف الكعبة وأنهاها في محراب الكوفة. ليقدّم للأمة المُثُل العُليا في التواضع والشجاعة والزهد والطهارة والإخلاص والحلم والعدل.
لقى عمر ابن الخطاب حذيفة ابن اليمان فقال له عمر: كيف اصبحت يا ابن اليمان؟
فقال: كيف تريدنى أصبح؟! أصبحت والله أكره الحق و أحب الفتنة و أشهد بما لا أره و أحفظ غير المخلوق و أصلى على غير وضوء و لى فى الأرض ما ليس لله فى السماء!!!!!
فغضب عمر لقوله و إنصرف من فوره و قد أعجله أمر و عزم على أذى حذيفة لقوله هذا، فبينا هو فى ذلك إذ مر بعلى ابن أبى طالب سلام الله عليه فسأله على: ما اغضبك يا عمر؟
فقال: لقيت حذيفة ابن اليمان فسألته كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أكره الحق!
فقال على (عليه السلام): صدق، فإنه يكره الموت و هو الحق.
فقال: يقول: و أحب الفتنة! قال عليه السلام: صدق، فإنه يحب المال و الولد، و قد قال تعالى: ( إنما أموالكم و أولادكم فتنة)
فقال: يا على! يقول: و أشهد بما لم أره! فقال عليه السلام: صدق، يشهد لله بالوحدانية و يشهد بالوت و البعث و القيامة و الجنة و النار و الصراط و هو لم ير ذلك كله
فقال: يا على! وقد قال اننى أحفظ غير المخلوق! قال عليه السلام:صدق، إنه يحفظ كتاب الله تعالى- القرآن- و هو غير مخلوق
قال: و يقول: أصلي على غير وضوء! فقال عليه السلام: صدق، يصلى على ابن عمى رسول الله صلى الله عليه و آله على غير وضوء
فقال: يا أبا الحسن! قد قال أكبر من ذلك! فقال عليه السلام: و ما هو؟
قال: قال: إن لى فى الأرض ما ليس لله فى السماء! قال عليه السلام: صدق، له زوجة و تعالى الله عن الزوجة و الولد.
فقال عمر: كاد يهلك إبن الخطاب، لولا علي ابن أبى طالب!
فهذه نبذه بسيطة جداً عن حياة سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم أستشهد وسلام عليه يوم يبعث حيا