الشريط

السبت، 12 نوفمبر 2011

كسر الصنم





كسر الصنم

 مقالي على إسلام تايمز 
كما هو معلوم لم يلد الانسان وهو جباراً عنيدا و يمتلك كل النزعات العدوانية الفتاكة بأخية الإنسان لأن الله سبحانه وتعالى أرسل الانبياء والرسل الى البشر للعظه أو التبشير أو لولادة دين جديد ولم تحدثنا آيات القران الكريم أوالتاريخ بأن الباري عز وجل أرسل في يوم من الأيام منذ أن خلق الله الكون وإلى يومنا هذا طاغية ونصبة على شعب من الشعوب ليحكم (باسم الله ) وبأسلوب يدمر فيه الرعية التي خلقها وجملها بأحسن صورة ، بل إن تدمير البشر على يد البشر يأتي عندما يتربع شخص ما على راس السلطة في مجتمعه وهو بالتأكيد من عامة البشر، حتى وإن كان قد توارث الحكم ، حيث نراه في باديء الأمر إنسان طبيعيا يحاول جاهدا أن يقدم لمجتمعه الذي تربع على سدة حكمه مايرضيه ويعمل في بادئ الأمرعلى تثبيت قوائم كرسي الحكم ، ولايستطيع إنسان مهما إمتلك من الدراية والفطنه وحسن التدبير أن يحكم مجتمعا بمفردة دون أن يساعده في ذلك أشخاص ، لذلك نرى إن لكل حاكم موظفين يديرون قسماً من الوظائف الرئيسيه والمهمة كالوزراء أو قد يكون هناك مجاميع من الأفراد يشكلون حزبا أو تكتلاً موالياً له وغالبا مايكون ذلك الحاكم هو الرئيس المباشر لذلك الحزب او التكتل أو القبيله ( ونرى ذلك في أغلب دول العالم العربي وبالخصوص دول الخليج الفارسي ) يضاف إلى ذلك لديه مجموعة من المستشارين المقربين جداً من كرسي الحكم وعلى تماس مباشر معه واجباتهم تقتصر على تقديم النصح والمشورة وإبداء الرائ السديد لغرض إتخاذ القرارات التي من شأنها أن ترضي الرعية ، وهولاء المستشارين والمقربين من أجل ان يحضوا برضى الحاكم يبتكرون أساليب شتى يتبارون بها فيما بينهم من أجل أن يتعالى أحدهم على الآخر ويثبت مقدرته عند الحاكم بأي صورة ومهما كانت التضحية والمجازفة والدنائه إذا تطلب الأمر! من أجل أن يكون الأقرب إلى القرار وكفة رأيه هي الراجحة أكثر من غيره ليكون الأقرب الى قلب الحاكم ، والتاريخ يحدثنا بأصحاب الحضوة لدى الخلفاء والولاة والحكام ، فلقد عاصرنا العديد من حكام العرب  والذين هم على نفس المنوال ومن حولهم من الحاشيه هم بنفس الصفات السابقة الذكر ، ففي البحرين على سبيل المثال نرى بأن هناك فئة وحاشية إمتهنت مهنة المديح والتطبيل والتزمير لحاكم البحرين والردح له بالقصائد الرنانة وكلمات المديح وإبتكار أجمل الأسماء والألقاب والأناشيد والأغاني التي يطرب لها الحاكم ولقد شاهدنا في البحرين من خلال متابعتنا  للمسيرات المؤيده لحاكم البحرين والتي تم حشوها بالمجنسين والآسيويين و التي هي أساساً نظمت من الحاكم نفسه لتنطلق منها الهتافات والأهازيج وكلمات الحماس ولقد ملئت تلك المسيرات بآلاف الصور الصغيرة والكبيرة والمستديرة والمستطيله ..! و التي أرغمت حاكم  البحرين بأن يتخيل نفسه أنه الشخص الأوحد في هذا الكون وجعلته يوهم نفسه بأن الشعب يحبه وهو يعلم سلفاً بأن هذا مجرد ديكور هو إصطنعه وتمثيلية إعلاميه إن صح التعبير ، ولا يوجد على أرض الواقع إلا شعب ساخطاً عليه كارهاً لوجوده .
فبذلك أصيب حاكم البحرين بداء (العظمة ) وحب الذات والنظر إلى شعبه بعين الإستعلاء ، ولقد أمعن وتفنن في قتل شعبه ومحاولته إذلاله بشتى الوسائل إبتداء من محاولته تغيير التركيبه  الديموغرافيه للشعب عبر إستبداله بأناس مرتزقه من هنا وهناك والإنتهاء بإعتقال النساء والأطفال وزجهم في السجون من دون وازع ديني ولا حتى إنساني  ويبدوا إن ضمير الحاكم حينما يعطل يصبح فاقدا لكل شيء حتى وإن كان هذا الشيء يمكن أن يؤدي به الى سوء المصير وسوء العاقبه في الدنيا والآخره والعبره ليست بعيده  فلقد حدث ذلك لمعتوه ليبيا (معمر القذافي)  ومن قبله فرعون مصر حسني مبارك ،  وطاغية تونس بن علي .. حيث يكون مستكبراً حتى على نفسه ويجعل نفسه ذات لا تمس ولا تجس ..! فأنه لا يرى إلا نفسه في هذا الكون ولقد لقب حاكم البحرين نفسه بصاحب الجلالة والمعلوم إن الجلالة لله سبحانه وتعالى وليست لبشر ، تعالى الله على أن يشابهه البشر علواً كبيرا  ،وليس ذلك فقط بل أمعن في القتل والإبادة والجبروت وسلب أموال الناس من بقية افراد الشعب دون وجه حق وأطلق  أيادي أهله وأقاربة والمقربين منه بأن يأخذوا مايشاؤن من الممتلكات العامة عن طريق شرائها بالقوة من أصحابها الشرعيين أوبدون وجه حق كذلك بالقوة ومن دون مقابل ، والمثل في شراء رئيس وزارء البحرين والذي هو ايضاً عم الحاكم لمرفأ البحرين المالي بدينار واحد فقط ..!

ولكن المتأمل في تاريخ مثل هؤلاء الحكام يجد بأن أغلب هولاء يموتون ميتة غير مشرفة وأغلبهم مات بعيداً عن وطنه والبعض الآخر يبتليه الله عز وجل بمرض يجعله يتألم منه على قدر ماقدم من ظلم لخلق الله في أرضه، و(ولنا في صفحات التاريخ الماضي عبره ) فالكثير من الطغاة قد ماتوا ميتة غير مشرفة ومنهم الذين أُبعدوا عن بلدانهم وطُردوا بالقوة و منهم من أعدمتهم شعوبهم إنتقاماً ولعنهم التاريخ وزج بهم في صفحات التاريخ الأسود وخط على جباههم علامات غير مشرفة ليميزهم عن أقرانهم الشرفاء من الذين لم تنفع معهم كل الوسائل الصناعية لتجعل منهم طغاة يقتلون اخوتهم وماتوا ميتتة مشرفة افتخر بهم التاريخ قبل البشر.
فأننا ننصح مثل هؤلاء الحكام وعلى وجه الخصوص حاكم البحرين أن أصلح نفسك وأصلح مابينك وبين شعبك قبل أن يفوت الأوان يوم تقف أمام جبار السماوات فلا عظمه ولا جلالة إلا لله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع لا مال ولا بنون فأقبل على ربك وهو راضٍ عليك ولا تغرنك الحياة الدنيا ولهوها فأن الحياة الى زوال والملك والبقاء والدوام لله فقط ، فحطم صنم الكبرياء وتواضع وأعترف بالأخطاء الجسام والتي أوقعتها على هذا الشعب المظلوم والذي تكالبت عليه قوى الشر....وأبعد عنك البطانة التي جمعتها من حولك فهم لم يقودوا البلاد والعباد إلا الى شفير الهاويه والمزيد من سوء السمعة للبلاد ولك .
والله لي ولك بالمرصاد وإني واللهِ لك من الناصحين .

لقراءة المقال على إسلام تايمز

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة