عيد الشهداء قادم ... وشعلة الحرية مازالت متوهجه
مقالي على إسلام تايمز
الكثير من الشهداء تساقطت دمائهم الزكية على أرض المنامة منذ عشرات السنين الى يومنا هذا ومازال جرح الشعب البحريني ينزف من دون تضميد"
مذابح مروعة أرتكبت ضد العشرات من المواطنين من رجالات ونساء وأطفال هذا الوطن منهم من قضى نحبه في السجون الخليفية الظالمة ومنهم من سقط على شوارع البحرين وهو ينادي سلمية " سلمية " وبين هذا وذاك العدو مشترك وهو القاتل الأوحد في البحرين ، هو هذا النظام الذي أبى إلا أن يحكم هذا الشعب المسالم بالنار والحديد وأن يسحق كرامة مواطنيه وأن يبيدهم من وجودهم وإنتمائهم لهذه الأرض ، ليستبدل واجهة هذا الوطن بمرتزقة لا تفقه شيء من ثقافة هذه الأرض الأصيلة .
كمّ هو كبير هذا الألم الذي يعتصر قلب كل الشعب البحريني الشريف وكل من إطلع على جراحه وتلمس مظلوميته الحقه ، ومع ذلك لا نجدهم إلا متمسكين بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض، وهو على كل شيء شهيد.
الحمد لله على نعمته حيث جعل في الإبتلاءات والألم أنواع السعة والأمل وأسباب الإنطلاق للإيمان والمؤمنين، إنها سنة الله التي لا تبديل لها أنه لابد من التضحيات لتستمر المسيرة .
فذكرى عيد الشهداء في شهر ديسمبر لهذا العام ستكون بإسلوب مختلف إذ كان الشعب البحريني يستذكر عيد شهدائه في شهر ديسمبر ولكن هذه السنه أصبح عرس الشهداء كل يوم ولم يعد محصوراً في شهر ديسمبر
في ديسمبر نتذكر والأحداث تتلاحق بأسرع مما نحاول ملاحقتها ـ نتذكر شهداء لنا سقطوا في السنين الماضيات لم تدركهم التغطية الإعلامية وكيف أنهم كلهم سقطوا شهيد تلو الآخرعلى يد نفس النظام ونفس الوجوه الحاكمة وكانوا في مقدمة التضحيات لهذا الشعب وكانوا هم الرعيل الأول الذي بدمائه أوقد شعلة الحرية وهذه الشعلة مازالت متوهجه تطوف بين قرية وأختها.
هؤلاء الذين إجتباهم الله وحباهم بفضل الشهاده لقد رحلوا عن هذ الدنيا ولكن ذكراهم خالدة لم ولن ننسى يوماً تضحياتهم ورّثَت قصصهم الآباء الأولون وسوف توّرث ذكراهم للأبناء اللاحقون
لكن ببذلهم وتضحياتهم إجتمعت قلوب الناس عليهم وعلى الشهداء الذين سقطوا من بعدهم ، وما دماء الشهداء إلا وقود الإنطلاق إلى فجر الحريه وإن مايجري على شعب البحرين من ظلم واقع من قبل هذا النظام الظالم إلا لتمحيص هذا الشعب وليميز الخبيث من الطيب ويقول الله عز وجل {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} فلن ينسى أهل البحرين مواقف الشامتين في شهداء ثورة هذا الوطن ؟
وأما آلام الأمهات والآباء والأطفال اليتامى فهي في ميزان الحسنات مع الصبر والإحتساب والثبات على الدين ومواصلة الطريق حتى تحقيق النصر بإذن الله ولنا في رسول الله وماجرى على آل بيته عليهم الصلاة والسلام جميعاً أسوة حسنه.
ولم تتوقف المسيرة برحيلهم بل لم تتوقف برحيل النبي الكريم والأئمة الأطهار عليهم السلام عن عالمنا فهل يتصور عاقل أو مؤمن أن تتوقف هذه المسيرة وهذه الثورة بموت هؤلاء الشهداء الأبرار ، إنما تزداد هذه الثورة قوة ويقيناً بالإنتصار بإذن الله وعلى قدر التضحيات وتحمل الآلام على قدر ما تزداد شعلة الحرية توهجاً
كما قال سبحانه وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) – التوبة 111
وإن غداً لناظره لقريب..
لقراءة المقال على إسلام تايمز