الشريط

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

الرموز المعتقلين صمام أمان الثورة





الرموز المعتقلين صمام أمان الثورة
اسلام تايمز - يقال بأن التاريخ يعيد نفسه دائماً ، فبالأمس كان هناك جوانب الشر والظلم والسجون والإستبداد والسيطرة، وتقييد الأيدي، وتكميم الأفواه، المتمثل في حكم الأمويين.


مقالي على إسلام تايمز 

الامويين, الذين إستحوذوا على سدة الحكم في البلاد الإسلامية بالظلم والطغيان، أمثال معاوية بن أبي سفيان زعيمهم الذي مارس ألواناً من الظلم والإضطهاد والتعذيب والقتل والتشريد ضد كل من يعارضه سواء في الرأي أو حتى في الفكر ، ولكن في مقابله برز رجال أحرار من رحم الأمة مجاهدين مناضلين ومضحّين بكل غالٍ ورخيص في سبيل إعلاء كلمة " لا إله إلا الله " إمتداداً من الإئمة الأطهار عليهم السلام جميعاً إلى زماننا هذا . 

فلعلها تغيرت الوجوه وتغيرت الأزمنة والأماكن ولكن بعض السياسات ما زالت باقية وقد تكون أشد ظلماً من التي سبقتها في الحقبة الإموية والحقبة العباسية متمثله في بعض الأنظمة العربية المستبدة ، ففي السابق سعى معاوية أبن أبي سفيان لقتل معارضية والتنكيل بهم وإغتيالهم في السجون وبث الفتنه واللعب على الوتر الطائفي وإثارة القلاقل في صفوف المسلمين وإظهار نفسه بصفة الحمل الوديع وحمامة السلام وهكذا تفعل الأنظمة العربية فعلى سبيل المثال ففي البحرين سعى النظام لبث الفتنه واللعب على الوتر الطائفي لتبديد الثورة وجر الشارع الى حرب داخلية على أن يبقى النظام نفسه شكلياً على خط الحياد وكأنه هو المنقذ للموقف وكأنه هو الداعي للسلام ، ولكن بالتأمل عن قرب وقرائة الواقع البحريني بالأدلة والقرائن الواضحة والتي لا تحتاج الى البينه ، نرى بأن الحكومة هي المحرك الرئيسي لخيوط الأزمة وهي السبب في إفتعال كل الأزمات التي تعصف بالبلاد فلقد جيشت هذه الحكومة من مناصريها وإشترت أصحاب الذمم الرخيصه وأطلقت العنان لكتاب الصحف الصفراء والتي يقتات كتابها أساساً على بعض الفتات الذي ترميه لهم الحكومة وكل يوم تطل علينا الحكومة بمسرحية فاشله وهابطة حتى أصبح بعض الموالين لهذه الحكومة تمج هذه التصرفات المقرفه والأوراق المحروقة . 

فبعد أن إكتملت فصول المسرحيه الحكومية الهزلية والتي مثلها بعض مهرجين الحكومة وعبيد النظام بإدعها وعزفها الإسطوانه المشروخه القديمة الجديدة و إلصاقها للمعارضة تهمت الأجندة الخارجية والتخابر مع دول أجنبية الى بقية الأعذار.... والتي أصبحت مثل قصص ألف ليلية وليلة يحفظها الصغار والكبار في البلاد ، أكتشفت الحكومة بأن هذه الإسطوانه لم تعد فعّاله ولم يصدق محتواها إلا من ختم الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم أو من غرتهم الحياة الدنيا والنفس الدنيئة وتراقصت في أعينهم دنانير الوالي . 

جاء دور القبضة البوليسية فكشرت الحكومة عن أنيابها وكشفت عن وجهها الخبيث فشنت حملة أمنية بدواعي حفظ الأمن وظن المخدوعين بانها سوف تعتقل مجرمين سفاحين وشبكات إرهابية ضخمة وتكشف عن قواعد عسكرية سرية تابعة للمعارضة لكن جائت الطامة الكبرى .... لم تعتقل مجرمين سفاحين كما توقع المخدوعين بالنظام وأكاذيبه ولكنها أعتقلت الأطباء والمهندسين والمعلمين والعلماء والطلاب والنساء والمحاميين والرياضيين والأكاديميين والمدونين وبعض رموز المعارضة وبعد هذه الحملة الأمنية وهدوء العاصفه ..أكتشفت الحكومة بأنها أوقعت نفسها بغرورها وعنجهيتها في مأزق قد يكون أكبر مما تتصور فهؤلاء الذين في السجن باتوا يشكلون لها مأزقاً حقيقياً حيث إنها أكتشفت بأنها الدويله الوحيدة التي تلقي في سجونها الأطباء والكفائات البحرينيه المرموقه من المدرسين والرياضيين والطلاب وغيرهم وبات الإعلام الخارجي وأصوات الشرفاء وأصوات الغرب ترتفع إستنكاراً لما يقع في البحرين و أضحت بعض الأنظمة الغربية تسوق للنظام الإتهامات بإنتهاكات حقوق الإنسان وسحق المتظاهريين السلميين وصلت الى حد تهم قد لم يرتكبها النظام الصهيوني من قبل فالنظام البحريني تفوق على نظيره الصهيوني فالنظام الصهيوني يقتل ويدمر ويغتال المواطنين الفلسطنيين ولكنه يحترم شعبه ويتعامل مع المواطنين الصهاينه بإحترام شديد ، فأوجدت الحكومة البحرينية لنفسها مأزقاً آخر وهو المعتقلين لديها .

وخصوصاً رموز المعارضة كالإستاذ حسن مشيمع والإستاذ عبدالوهاب حسين ورئيس جمعية العمل الإسلامي سماحة الشيخ المحفوظ ، وإنها تعلم بأن رموز المعارضة المعتقلون لديها يمثلون ثقلاً كبيراً في الشارع لا يستهان به بتاتاً وإن المساس بهم والعبث بسلامتهم قد تكون رصاصة الرحمة على هذه الحكومة وقد يكون بداية النهايه لسقوط هذا النظام فأن الشارع البحريني إنتفض بأكمله حينما سمع بأن حياة الإستاذ والرمز الكبير حسن مشيمع في خطر وحتى المعارضة المتمثله في الجمعيات السياسية وعلى رأسهم جمعية الوفاق أدانت المساس بحياة الإستاذ حسن مشيمع وحملة الحكومة المسؤلية الكاملة تجاه الحفاظ على حياته مما أصاب الحكومة بإرباك شديد فتسريب مثل هذا الخبر للشارع البحريني الملتهب أصلاً ضد الحكومة ليس في صالح الحكومة وقد يكون هذا التسريب متعمداً ومقصوداً لجس نبض الشارع تجاه رموز المعارضة التي في السجون فتلقت الحكومة رد فعل الشارع الغاضب بإهتمام شديد مما دعاها لنفي خبر تدهور صحة الإستاذ حسن مشيمع بطريقة أو بأخرى وهذا نحلله في عدة أوجه أبرزها: 

بأن الحكومة وضعت نفسها في مأزق شديد بإعتقالها لرموز المعارضة البحرينية فهي من جانب لا تستطيع الحكم عليهم بالإعدام والتخلص منهم لأن ذلك سوف يشعل الشارع البحريني عن بكرة أبيه وخصوصاً الوضع الإقتصادي البحريني المتردي والذي يعيش أزمة شديدة فلقد خسرت البحرين الكثير من المعارض والفعاليات المزمع إقامتها على أراضي البحرين في هذه الفترة والتي تدر على الحكومة الأموال الطائلة وتكسبها سمعةً في بعض الدول الغربية . 

ومن جانب آخر لا تستطيع إطلاق سراحهم فهي تعلم بأن رموز المعارضة الموجودين في داخل المعتقلات ليسوا ممن يستسلم بتاتاً وإنهم أصحاب شكيمة لا تكسر وهي قد جربت ذلك معهم مسبقاً وإنهم حال خروجهم من المعتقل سوف يقودون الشارع مرة أخرى فيكون ذلك مكسباً للمعارضة وجولةً رابحه في صالح المعارضة والتي من شأنها إعطاء الزخم الشعبي لمواصلة الإحتجاجات بوجود رموز المعارضة على الأرض لذلك لجأت الحكومة لتسريب خبر تدهور صحة الإستاذ حسن مشيمع لترى ردة فعل الشارع في الداخل والخارج فأتوقع بأنها رأت وسمعت مالا يرضيها وليس ذلك ماتخطط له , وإن قام النظام بالتخلص منهم عبر التصفيه الجسديه داخل السجن فذلك سوف يولد ثورة داخل الثورة . 

إن وجود رموز المعارضة في داخل السجن لاينهي وجودهم في الخارج ..إطلاقاً .. بل هو صمام الأمان لمواصلة هذه الثورة 
بل هو حافز ودافع للجماهير البحرينيه لمواصلة الإنتفاضه وهم سؤاءً غيبتهم جدارن السجن أم لم تغيبهم حاضرين دوماً في فكر شباب الثورة ووجدانهم وكانوا ومازالوا بمثابة الأب الروحي لهذه الثورة والإنتفاضة الشعبية فالإبقاء عليهم هو صمام الأمان ونزعهم هو بمثابة سقوط النظام .


لقراءة مقالي على إسلام تايمز

بقلم/ د.علي الهاشمي

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة