في البحرين ... الشعب يريد إسقاط النظام
مقالي على موقع إسلام تايمز
رسالتي هذه المرة أوجهها للشباب الذين يصنعون مجد جيلهم عندما أعلنوا رفضهم
للقهر والاستبداد الجاثم فوق صدورهم منذ قرنين من الزمان والتي عانى فيها شعب البحرين من حكم الفرد الواحد المنتمي الى قبيلة واحدة وإستفرادة بمقدرات الشعب وثروات البلد مستكبراً في البلاد والذي أكثر فيها الفساد وتسلط على رقاب العباد وأمعن في التعذيب وإنتشر بين أبناء البحرين الفقر والبطالة ..
هؤلاء الشباب الذين من بعد الله ليسوا بحاجة إلا الى إرادتهم التي كسرت كل حواجز الخوف فحق لهم أن يعلنوها قوية نحن أصحاب الغد أما المتخاذلون والمتخلفون فلا مكان لهم بين هذا الشباب الثوري الحر ..
الشعب يريد إسقاط النظام .. لأول مرة يتذوق حلاوتها الشعب البحريني حينما وصل الى أجواء الحريه وعانق نسمات النصر في ميدان الشهداء (في لؤلؤة الحرية).. كان الشعار مدوياً فبينما كانت القنابل المسيلة للدموع تتساقط كالمطر على ميدان لؤلؤة الحرية .. وقف مجموعة من الشباب ليعلنوا أن شيئا لن يكسر إرادتهم وكانت وقفتهم إستمرارا لثمانية شهور كاملة ثمانية شهور من القدرة والقوة والمقدرة والإبتكار ..
وبمنتهى القوة والثبات إنطلق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” .. كان الشعار جامعا فبينما كانت جموع المتظاهرين تتجمع في شوارع العاصمة المنامة في محاولة لإستعادة ميدان اللؤلؤة وهي تهتف حرية ..حرية .. كانت الشعارات الثورية و كلمة الشعب يريد إسقاط النظام وقوتها تجمع الآلاف من جديد للرجوع لميدان اللؤلؤة حينها سقط الشهيد رضا بوحميد برصاص الجيش البحريني ..هذا الشباب البحريني الثوري لايملك إلا الثقه في الله سبحانه وتعالى ولقد وقف في مواجهة العربات المصفحة والرصاص المطاطي والقنابل الحارقة والجيش البحريني والحرس الوطني والقوات الخليجية الغازية وتكالبت عليه قوى الإستكبار .. وقف الشباب ورص الصفوف في مواجهة مدرعات الشرطة والجيش وهو مصر على مطلب واحد (الشعب يريد إسقاط النظام )..
بالثقه في الله سبحانه وتعالى وبالأمل في هذا الشباب الحر الذي حطم أصنام الإستعباد وإنتفض من أجل الكرامة فسوف تكتشف إن في البحرين شعب حر وشعب له إراده .. كان الشباب لا يزالون يواصلون صمودهم في مواجهة آلة قهر التي جثمت على أنفاس الشعب مئتين سنه فبينما يسقط لهم شهيد تلو الشهيد وبينما قوات الشرطة والمرتزقه تطلق القنابل والرصاص ليل نهار في محاولة لإرهابهم مازالت قلوبهم قوية تصر على مواصلة الدرب الذي بدأوه مازالت عزيمتهم تتصدى بكل سلمية لمدرعات وجحافل المرتزقه والعسكر والجيش وهراوتهم .. فتتجمد أوصال الجميع أمام قوة الفعل والإرادة ..
الرسالة واضحة لكل قوى الإستكبار التي ساندت هذا النظام الديكتاتوري في البحرين ليس كل الشعب إنبطاحي جبان يهاب آلة القمع الوحشيه في البحرين هناك شباب صغير يصنع مجده بيده وبدمه .. وها هي ثورة على الإنترنت يقف وراءها مجموعة من الشباب المخلص تسقط عروشكم وتقض مضاجعكم وتستدعون لإجلها الجيوش الدكتاتورية والتي هي على شاكلتكم من جيرانكم .. هؤلاء الشباب الذين حركوا البلد ا لم يمتلكوا إلا إخلاصا وحبا للوطن فنجحوا وفشل النظام القمعي ورفض حتى الإعتراف بفشله وبعوراته وسوئاته التي انكشفت للجميع .. وبينما وقف المهزومون على الجانب الآخر بين الانبهار وبين الإختباء والبعض منهم حاول ركوب الموجة امتلأت جميع قرى البحرين بشباب صغير السن وشابات مصرون على أن يقولوا للجميع نحن أفضل منكم ونحن قادرون على صنع ما عجزتم عن صنعه .
كانت قوة كلمة الشعب يريد إسقاط النظام ومازالت هي القدرة والقوة الضاربة التي تتسرب بين الجميع .. أن تدرك فجأة انك شعب موجود .. وان لك إرادة ممكن أن تتحدى المصفحات والهراوات والقنابل المسيلة للدموع والجيوش الدكتاتوريه .. أن تقف في وجه مدرعة فتشل حركتها .. أن تملك جبروت الكلمة .. كل المتظاهرين عزلاً إلا من الإرادة و الكلمة الوحيدة على لسانهم عندما تحاول الداخلية إشعال الموقف هي سلمية سلمية .. جيل أحس بنفسه وبقوة إرادته فأجبر الجميع على اللهاث وراءه إلا المترددون والخائفون وأصحاب المصالح .. جيل جاء ليكشف عجز بعض قوى المعارضة التي أشبعتنا صراخا وردحاً طيلة سنوات ماضية ، فجائت المجموعات الشبابية العفويه ليقولوا أن إرادتهم تعلو على الجميع وأن الواحد منهم بعشرات الأحزاب أو أجل شأنا .. وأنهم ملكوا إرادتهم وإذا أرادوا فعلوا ..
الشعب يريد إسقاط النظام .. كانت الصدمة الأولى للنظام و لكثيرين من هؤلاء السياسيين الذين فقدوا كل أحاسيس التواصل مع المواطنين وإستهانوا بقدرة الشباب في صنع القرار ، عليهم أن يدركوا أن هناك شعب اكبر من مصالحهم وانه إذا قال فعل .. راهن الكثيرون منهم على ضعف الحركة فيهم ..و ضعف الإرادة داخلهم .. فعجزت آذان وأرواح فقدت القدرة على الإحساس إلا بنفسها وبمصالحها أن تدرك صيحات قادمة من كل اتجاه فيما إنشغل آخرون بتبرير تخاذلهم ونكوصهم ومصالحهم .. كان الشاغل الوحيد للشباب هو الوطن والمستقبل وخرجوا جميعا ليقولوا كلمة واحدة في مواجهة الجميع ” الشعب يريد إسقاط النظام..
وآن الآوان للسياسين وأصحاب الكلام الدبلوماسي المنمق أن يثبتوا أنهم سياسيين وأنه مازال لديهم بعض من قدرة على الإحساس بروح الشارع وإلا فليتركوه للشباب ليقرر مصيره بيده فالشعب أراد تقرير المصير ، وأن عليهم ركوب قطار هذه الثورة بالشكل الذي أراده ثوارها وإلا فليفسحوا الطريق ويكفوا عن اللغو .. أن يحولوا لغوهم لفعل في صف الشباب ولو لمرة واحدة .
في القلوب شباب صنعوا مجدهم ..هم الآن أصحاب القول والفعل وهم الآن من يوجع هذا النظام بتحركاتهم السلمية وإبتكاراتهم الثورية وهم من يحرك الشارع .. وهم الآن منشغلون بمعركة مع نظام طغى وتجبر وأثبتوا أنهم قادرون حتى الآن على مجاراته بسلميتهم وإن هذا النظام القمعي يراهن على نفاذ الصبر وطول الوقت وإن الشباب يراهنون على كرامتهم والإنتصار لدماء شهدائهم وهم الأحق بالقرار وقت يحين وقت القرار ..
إلى الجيل الذي صنع انتفاضة 14 فبراير الجديدة .. أنت فارس هذا الزمان الوحيد .. وموعدنا غداً
اليس الغد بقريب .؟
لمتابعة مقالي على إسلام تايمز
أو لقرائته على موقع الجزيرة العربية
أو لقراءة المقال على جريدة الوطن الجزائرية