عُرّف الإداريون أوأصحاب القيادة بأنهم:" الذين لديهم القدرة على تحريك الناس نحو هدف معين"
وقيادة الناس أمانة، وهي من أصعب الأمور، وذلك بسبب اختلاف طبائعهم، والأمور المحيطة بهم، ويحتاج القائد إلى فن في التعامل، ورُقي في أسلوب المحاورة للوصول إلى الهدف المنشود.
وحتى يكون القائد بهذه المثابة، فلا بدَّ من أن يصقل نفسه ويصقلها فكرياً ونفسياً وجسدياً وممارسة لهذه الموهبه الكامنة وإخراجها في كل حين تحت ضوابطها الصحيحة .
والمتتبع للقادة المهرة، يجد أنهم شاركوا في ميادين العمل كثيراً، وصاغتهم التجارب منذ أن كانوا متبوعين ينصتون للأوامر، إلى أن أصبحوا قادة يُشار إليهم
وما من شك في أن صحة العزائم، والصبر المتواصل، وشيئاً من الصفات النفسية والخُلُقية والخَلْقية، ودُربة على القيادة متدرجة، تكفل نجاحاً للقائد بإذن الله، وبالتالي ؛فإن القيادة لا تشترط سناً بعينها، أو من له سلالة عريقة
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن صفات قائد عظيم، هو طالوت. قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة:247]. وجاء في تفسير الآية الكريمة "قيل عن طالوت: كان سقاء، وقيل: دباغاً، ولم يكن من سبط النبوة أو الملك، بل إن الله اصطفاه، وزاده بسطة في العلم ، وأعظم وجوه الترجيح، وزادة بسطة في الجسم الذي يظهر به الأثر أثناء الملمات" [فتح القدير: الشوكاني 1/338]. فأمر القيادة لا يُورّث إذاً، ولكن يُعطى لمن له خبرة ومن صقل هذه الموهبه وأخرجها ، ومن حُبي بصفات أهّلته لذلك.
وقد يعجل البعض ولايحبذ قائد لم تصهره الشدائد، ولم يعرف حقيقة التعامل مع الناس، فيخلط بين الواجب والمندوب، وقد يظن المرء بأنه قد يسيء أكثر مما يصلح. وهناك خطأ آخرلدى البعض ، وهو كره إتباع قائد صغير لم يتمرّس على هذه الصنعة، ومعه من هو أعلى منه قدراً وفهماً ووعياً وعلما وهذا تقدير خاطئ بل الكل يستطيع تحمل المسؤلية والكل يستطيع أن يجري بالراية والكل يستطيع أن يكون في الطليعة والكل يستطيع دخول الميدان حاملاً الراية ولكن هناك عنصر الخوف فإذا أخمدنا الخوف في وكره ووأدناه في مهده ولم نعطه الفرصة للتغلب علينا وبذلك يجرنا لكي نكون خلف الصفوف ونكون إنهزاميين أو نكون إتكاليين نتكل على الغير للقيام بواجبتنا نحن التي يمليها علينا الضمير والمجتمع والمحيط
لا تنتظر لفلان أو فلان أن يعيد لك حقك المغصوب أو عرضك المنتهك ولكن بادر أنت وكن الأول وصدقني سوف تنجح لا تنتظر.. وغيرك قد سبقك .. فأن حياة الشعوب تنتهي حينما يتكلون على غيرهم ويرضون دائماً أن يكونوا في آخر الركب .. حطم صنم الخوف ودمر تماثيل الشيطان المتمثله في التردد والكسل والإعتماد على الغير ً!.
بهذه الطريقة نستطيع أن نكوِّن القدوات، ولو على حساب عثرات كبيرة،
الكل منا قائد ولكن البعض تراه يخرج تلك المهارات وتلك القيادة ويعكسها على صور حياته والبعض الآخر وقت الشدائد فقط تخرج الصفه القيادية فيه فهذا الشخص يحتاج الى تحفيز معنوي وذاتي وعناصر تشجيع خارجيه وقد تفرضه عليه الظروف ولكن أعلم أخي الكريم أن كلاٌ منا قائد ولكن القائد المخضرم الذي يمسك بأزمة الأمور ويبادر بالشي ولا ينتظر أن يطلب منه والقائد لا ينتظر أمراً من أحد فيبادر هو بنفسه لذلك سمي قائد!.
وكن "شجاعاً" قوياً، قدوة لإخوانك وقت الأزمات والُملمات.
وكن القائد الواعي ذا الصفات المؤهلة للقيادة وتعلم وتثقف وأدخل معترك الحياة وطالب بحقك
(ماضاع حق ورائه ُمطالب )
وهنا لا نعني إلغاء أمر الشورى بين القائد ومن معه وأن لا نستمد ذلك من وحي ديننا وإسلامنا الحنيف ، كلا.... ولكن نعني إعطاء الحرية في عمله القيادي بقدر ما. لذا فإن من الضرورة الاهتمام بتربية النشء التربية الحميدة المستوحاه من حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ومن حياة آل بيته الطيبين الطاهرين كلهم وقفوا في وجه الظلم وقالوا قولة الحق وأصبحوا خالدين قادة وأسود الدين الذين نكتسب منهم صفات القيادة الصحيحة ، وذلك بالتربية على نهجهم وسيرتهم المنظمة في درجات القيادة، حتى ينشأ لدينا قياديون مهرة ذوو خبرة
حتى تكونوا إمراء جدد
بقلم/د.علي الهاشمي