الشريط

الاثنين، 6 فبراير 2012

ياشعب البحرين ..إكسروا الخوف ... فإنكم منتصرون






 ياشعب البحرين ..إكسروا الخوف ... فإنكم منتصرون

مقالي على إسلام تايمز :

في البحرين مرت السنين الأخيرة بين إحتجاجات إلى إنتفاضة حتى أصبحت الآن ثورة لا يمكن إنكارها أبداً إلا من أعمى الله قلبه وبصره وبصيرته .و فيما تباينت وجهات نظر المجتمع فيها بين مؤيد لها ويخوض حراكها بكل تفاصيله  وبين رافضٍ للخروج من العبودية للعائلة الحاكمة هناك ويريد أن يبقى في زمن الإستعباد الخليفي ويسبح بحمد آل خليفه ويمجد لهم لمجرد حفنة دنانير ورنين الدراهم ،   وبين من هو مؤيد لها ولكن على إستحياء ، فيما يسجل المراقبون في العالم  للحراك الثوري البحريني علامات تميزه عن سوابقه من الثورات  في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا.

لقد تميزت الثورة البحرينيه ؛ بأنها الأكثر حراكاً بين الثورات العربية السابقة والحالية ولقد إنخرط فيها نخبة المجتمع البحريني ، وأن ما من منطقة في البلاد إلا شهدت تظاهرة أو اعتصاماً أو مسيرات  إلا بعض المناطق المحسوبه على العائلة الحاكمة ، وأن الاحتجاجات لم تعد تقتصر على يوم الجمعة، أو ترتبط حركتها بخروج الشمس، وبزوغ الفجر ونهاراً ولكن هذا الحراك إمتد وأصبح في الليل تظاهرات كما في النهار، وفي الجمعة تظاهرات كما في باقي أيام الأسبوع. إنها الثورة الأكثر عطاءً من المدنيين حتى الآن، وهي تواجه النظام الأكثر وحشية في قمع التظاهرات، مدعّماً بخبرات إمريكية بريطانية إسرائيلية ، فضلاً عن أنها الوحيدة من بين أخواتها الثورات العربية، التي لم تحظى بدعم من الجيش أو بعضه، كما جرى في تونس ومصر (انحياز كامل من الجيش)، وليبيا واليمن (انحياز جزء من الجيش).


ومع ذلك فإن الثورة الشبابية البحرينيه هي الأكثر خذلاناً لجهة التأييد الخارجي الواجب لها، بين الثورات العربية كلها، وهي الثورة الوحيدة المحرومة من "سلاح" الإعلام، الذي كان متواجداً لحظة بلحظة في مصر -على سبيل المثال-، لذا فإن أبناءها يستحقون أسمى الاحترام لأنهم أثبتوا للعالم أنهم الأكثر شجاعة ونخوة وصبراً، إذ يكفيهم أنهم يتلقون الرصاص المنصب على الرؤوس مع كل صرخة حرية، ويواجهون بصدورٍ عارية مركبات المرتزقة المجنسين التابعين لوزارة الداخلية البحرينيه والذين لا يألون جهداً ولا يدخرون وقتاً لدهس المتظاهرين بتلك المركبات .

من أجل ذلك؛ فإنه لا يمكن اعتبار الثورة في البحرين مجرد ملف سياسي تختلف حوله الاجتهادات، ولا مجرد ظاهرة اجتماعية في سياق التاريخ تختلف في أسبابه الآراء... الثورة البحرينية  هي قضية إنسانية، وأخلاقية، ودينية أولاً وقبل أي شيء. إنها قضية المظلوم في دعائه على الظالم، وروعة النضال من أجل الحرية، إنها الصراع بين الحق والباطل بأوضح مظاهرهِ المعاصرة، ولا يمكن لإنسان يدرك معنى الإنسانية، ولا لصاحب خلق يلتزم بالحد الأدنى منها، ولا لصاحب دين، أي دين، أن يرى ما يجري في البحرين  ثم يكون مع الظالم ضد المظلوم!.



إن متابعة يوميات الثورة البحرينيه  تفيد أن المحتجين أحرقوا قوافل  عودتهم عن الخيار الذي مضوا فيه، وأن شدة القمع لن تزيدهم إلا قوة  في المطالبة بإسقاط النظام الخليفي الفاسد ، وأن حركتهم تشهد تقدماً يوماً بعد يوم؛ في حجمها، وزمانها، وتنظيمها، ورقعة انتشارها، وشمولية ألوانها ، وأن النظام مهما صارع من أجل البقاء- أياماً أو شهوراً أو سنوات- فإنه سينتهي في يوم مشهود وسقوطه سوف يكون مدويأ على رأس الشهود ، لكن اللافت أنه في الوقت الذي أخرج فيه البحرينيون  أنفسهم من مشانق الخوف الملتفه حولهم منذ سنين طويله ، متحملين الكلفة الهائلة الباهظة  لذلك، إذا بأشقائهم العرب والمسلمين يتلحّفون برداء الخوف على النفس ويتأزرون بإزار المصالح التجارية أو الدينية المذهبية أو الفرديه أحياناً ، والحرص على الحياة الدنيا ، والخشية من فشل الثورة البحرينيه ... فيصمتون صمت أصحاب القبور، ويتخاذلون حتى عن كلمة حق واحدة... يا له من عار عربي !.


 إن نظرة إحصائية للمواقف وللصمت في عالمنا العربي تظهر ذلك بشدة؛ إذ من بين البلدان العربية كلها، لم يخرج موقف واحد رسمي  يُلقى له بال، أقله في رفض انتهاك حقوق الإنسان والتعذيب والقتل في البحرين ، وإنه لا يوجد موقف عربي واحد يحسّ بحرارة دماء المدنيين التي تهرق كل يوم بـ"تهمة" المطالبة بالحرية والحقوق


التحركات الشعبية في العالم العربي والإسلامي  أيضاً بقيت خجولة، حتى أنها لا تكاد تُذكر؛ فأين الجماهير العربية الهادرة؟ وأين الحركات الشعبية لتقوم بأقل الواجب؟! أين ثوار مصر وتونس وليبيا المنتصرون لينظموا حشداً مليونياً نيابة عن أشقائهم الثوار المقهورين في البحرين  ؟! بل أين علماء الدين الذين يقيمون الدنيا، وينظمون تظاهرات احتجاج من أجل انتهاك حقوق أقلية إسلامية في كشمير أو الفلبين أو البوسنه أو حتى في الصين... ثم يتخاذلون عن نصرة أشقائهم الأقرب إليهم... في العاصمة البحرينيه المنامه ؟! هل يجوز أن يتعاطف رجال من الغرب  مع الثورة البحرينيه أكثر من  رجال العرب والمسلمين؟ ثم أين هي جامعة الدول العربية؟ ألم يأتهم قول الله عز وجل : ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾ ثم يصمتون أو يدعم بعضهم الظالم على المظلوم؟


لقد قطعت الثورة البحرينيه  مرحلة إمكانية الاجتثاث أو إمكانية إخماد النفس ، لكن وقد يظن البعض بأن  يوم الحصاد ما زال بعيداً بالحسابات البشرية ولكن عند الله علم الغيب جميعاً  ( مايدريك لعله قريب) – ولكن المعلوم أنه لا توجد إمكانية للرجوع، فإما أن يسقط النظام بالثورة، أو بقبوله التغيير المفضي إلى إسقاطه حتماً-، وإما إن يذبح الشعب البحريني جمعياً في سبيل نيله الحرية والكرامه

إن شباب البحرين قرروا، ولهم على أمتهم واجبٌ ... إن تأخر، فإنه لا يصح أن يغيب، ولسوف يسألنا الله أفراداً وجماعات؛ كيف سمعنا إستغاثة الأطفال اليتامى ونحيب النساء وإغتصابهن وأنين الرجال وإعتقالهم أو قتلهم ، ثم ذهبنا إلى فُرُشنا لننعم بالنوم!

اليوم ولم يبقى عن إكتمال العام لهذه الثورة المباركة بإذن الله سوى أيام نجدد الأمل والرجاء بالله عز وجل ومن ثم بشباب الثورة البحرينيه البواسل الذي يقارعون شياطين النظام وجنود إبليس ليلاً نهاراً في أرض الصمود في أرض أوال ،  هؤلاء الشباب بقبضتهم الثورية  وبالإتكال على الله سبحانه وتعالى أصبحت قبضاتهم قبضة الحق التي  أدخلوا بها الرعب في قلوب المرتزقه ونظام آل خليفه  ولقد هزموا المجنزرات والمصفحات بصمودهم الإسطوري رغم القمع والتنكيل الذي يطالهم ويطال ذويهم ومناطقهم  .

 وأنا أوصي هؤلاء الشباب في جميع مناطق البحرين لابد أن تتحد قبضتهم الثورية لكي يوجهوا ضربة واحده إلى جسد النظام الفاسد المترهل  ولابد لهذا النظام أن يترنح ومن بدى بالترنح لابد له من السقوط يوماً .....

وإخرجوا بمسيراتكم ومظاهراتكم اليومية من دون كلل ومن دون ملل أو وجل ومن سعى وصل وطريق الثورة شائك لا يدوسه إلا أولي بأسٍ شديد وأنتم أسيادها وأنتم قادتها وأنا مؤمن بأنكم لها فكونوا يوم الكريهة أسياد النزال وبصمودكم سوف تقطفون ثمرة النضال ولنجعل يوم 14 فبراير القادم يوم يتجدد فيه الغضب البحريني فإنه يوم غضب جديد  .

وإن الله على نصركم لقدير فإكسروا الخوف من المجهول فإنكم بإذن الله منتصرون  وإن موعدنا 14  فبراير أوليس ذلك بقريب ...



لقراءة المقال على إسلام تايمز 
http://www.islamtimes.org/vdcjtievvuqetaz.3ffu.html

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة