الشريط

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

البحرين ..بين إرادة الشعب ومصالح الغرب



البحرين ..بين إرادة الشعب ومصالح الغرب





مقالي على إسلام تايمزاسلام تايمز -

منذ انقلاب أمير دويلة قطر الحالي على أبيه تمت إعادة صياغة هذا الكيان والنظام القطري ليصبح منصّة اعتداء شامل على العرب والعروبة فأصبحت قاعدة العيديد العسكرية الأمريكية أهم قاعدة استخباراتية للموساد الاسرائيلي والإستخبارات الإمريكية ، وكذلك تحول مقر قناة «الجزيرة» الفضائية إلى منبر للتحريض لكل من لا يوافق رأي الساسه في قطر أو اسيادهم من الإمريكان أو من الشاباك الإسرائيلي والموساد وأوكل إلى الدوحة دور تجسسي على النظام العربي الرسمي يشمل أيضاً إثارة الفتن الداخلية والبينية فيه.اسلام تایمز : السيد علي حيدر الهاشمي



البحرين ..بين إرادة الشعب ومصالح الغربفقد بدأت جهود هذه الدويله أولاً بمشاكسة محيطه الخليجي بدءاً بالمملكة السعودية التي أثار معها مشاكل حدود وصولاً الى العراق ناسجاً علاقات خاصة مع نظام الرئيس المقبور صدّام حسين، ثبت لاحقاً أنها كانت مشبوهة واختراقية لصالح واشنطن وتل أبيب، وأعاد الأمر نفسه مع دمشق وحزب الله وطهران لذات الأهداف المشبوهة !

وكادت الرياض تشن حرباً على الدوحة لولا أن وجدت نفسها في مواجهة سياسية أمريكية جديدة لم تخف استعدادها لإعادة النظر في الوضع الجيوسياسي للمملكة مهددة بتقسيمها وضم المنطقة السعودية الشرقية لإمارة البحرين آنذاك، والتي استعدّت لذلك بإعلان أمير المنامة نفسه فجأة ملكاً وتحولت البحرين إلى مملكة ، مما جعل الملك عبد الله بن عبد العزيز يذعن لإرادة الإدارة الأمريكية التي لوّحت له ببديل جاهز هو /بندر بن سلطان/ فينخرط تماماً في تنفيذ مخطط «الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي أجهضت ولادته التي كانت كونداليزا رايس ولّادته في حرب 2006 على جنوب لبنان، فمن أجل ذلك ولتنفيذ هذا المخطط الجهنّمي دفعت الإدارة الأمريكية الكيانات الخليجية إلى تجميد الخلافات فيما بينها لدرجة أن قناة «العربية» التي أنشأتها المملكتان السعودية والأردنية لمواجهة قناة «الجزيرة» تبنت الخط الإعلامي السياسي التحريضي الذي يواجه قناة الجزيرة فصارتا نغمتين سوداوتين تنطلقان من حنجرة واحدة وهي حنجرة الصهيو- أمريكي وفي السياق نفسه سكتت هاتان القناتان على أحداث البحرين، وتدخلت القوات السعودية في البحرين لقمع « ثورة الشعب » لصالح الملك الذي كان يمنّي نفسه بضم المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية إلى سلطة تاجه المرتجل كيف لا والبحرين تحتضن أقدم قاعدة أمريكية في المنطقة، وملكها طلب - حسب وثائق مركز ويكيليكس - من وزير إعلامه عدم الإشارة إلى اسرائيل كعدو أو ككيان صهيوني وكما قال «ويليام مرتزو» سفير واشنطن في المنامة إن البحرين تجري اتصالات مع اسرائيل على مستوى الأمن والمخابرات- أي الموساد - وأن مملكته على استعداد للمضي قدماً بالتعاون مع اسرائيل في مجالات أخرى؟!. 

ذلك وبعد التدخل الأمريكي بيدٍ سعودية لقمع مظاهرات البحرين كله كان بتخطيط الإدارة الإمريكية للحفاظ على مصالحها وإسطولها البحري القابع في المنامة ، وبات واضحاً دور جيفري فليتمان مساعد وزيرة الخارجية الإمريكية لشؤون الشرق الأوسط واضحاً في زياراته التي سبقت العدوان الآثم على شعب البحرين المسالم وإعطاء الحكومة البحرينية الضوء الأخضر لسحق المتظاهرين السلميين والإستعانه بالجيوش الخليجية ضد شعب أعزل لم يطالب إلا بحقوقه المشروعه وسعي هذه الحكومة للحفاظ على المصالح الغربية في البلاد حتى لو كلفها ذلك إبادة الشعب البحريني بأكمله والتي جائت إشاره تخوف الغرب من زعزة إقتصاده في صحيفة ( تليجراف" البريطانية حيث قالت ان الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان والتوتر في منطقة الخليج بسبب الأزمة البحرينية سيؤثران على الاقتصاد العالمي والتعافي الاقتصادي بالسلب) وليس ذلك فحسب بل تم كشف وثائق ومعلومات وتسريب إعلامي من بعد الأحداث الدامية للهجوم على دوار اللؤلؤة في جنح الظلام وإخلاء الدوار من المتظاهرين السلميين مخطط آخر ، وهو تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان الأصليين في البحرين .

فلقد أطلق ملك البحرين يد المخابرات السعودية برئاسة الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الإستخبارات العامة في المملكة السعودية وذلك عقب زيارة للملك حمد بن عيسى الى الرياض في شهر فبراير 2011 فلقد كشف مصدر خليجي مطلع عن معلومات في غاية الخطورة تتعلق بتطورات الاحداث في البحرين ، وأكد هذا المصدر الخليجي لشبكة نهرين نت الاخبارية بان " دخول القوات السعودية الى البحرين لم يكن مجرد المساعدة للقضاء على الثورة السلمية للشعب البحريني وليس بموجب إتفاقيات التعاون الدفاعي الموقعة بين الدول الست الاعضاء ، وإنما دخلت هذه القوات السعودية للبحرين بموجب اتفاقية ثنائية بين حكومة البحرين والسلطات السعودية ، إتخذت طابعا شموليا وطائفياً خطيرا من شأنه ان يشكل تحولات استراتيجية عسكرية في المنطقة لصالح السعودية ، كما تدفع الى تطبيق برنامج عاجل وسريع لتغيير " ديموغرافية " البحرين السكانية بطريقة يهدف الى تطوير عملية التجنيس الطائفي لتحقيق مزيد من التغيير في حجم السكان الشيعة ، وتوزيعهم ، كي يساهم التوطين الجديد في اخلال واضح لنسبة سكان الشيعة الحالية وانقاصها من حوالي 65 بالمائة حاليا الى 40 بالمائة خلال عام واحد 
وذلك عبر تجنيس بعض من البدو السعوديين وكذلك البدون الكويتيين ونقل تجارتهم وعوائلهم من السعودية والكويت إلى البحرين " .

واضاف المصدر الخليجي : " ان هذه الاتفاقية الجديدة السرية التي وقعها الملك حمد بن عيسى مع المسؤولين السعوديين ، اثناء زيارته الاخيرة التي قام بها للسعودية في الثالث والعشرين من شهر شباط فبراير الماضي ، ذات مضامين خطيرة للغاية ، وليست هناك تفاصيل دقيقة لكل محتوياتها ، ولكنها تشبه الى حد بعيد تحويل البحرين الى جزء من الاراضي السعودية ، بما يشبه اتفاق الطائف الموقع بين السعودية واليمن في 19 مايو 1934 والتي ضمت السعودية بموجبها نجران وعسير الى الاراضي السعودية بعقد ايجار لمدة اربعين عاما ، وعندما انتهت فترة الايجار رفضت السعودية التخلي عنهما وظلت هناك منازعات بشانها مع اليمنيين ورفض رئيس الوزراء القاضي الحجري التوقيع على اتفاقية للتخلي عنها ، وفي يومها خرجت تظاهرات غاضبة في السعودية عامة 1974 ،ولكن الرئيس اليمني على عبد الله صالح وافق عل اتفاقية الطائف واقر للسعوديين بشكل رسمي مصادرة نجران وعسير من الاراضي اليمنية بشكل رسمي بموجب اتفاقية وقعها في الرياض سميت بـ " اتفاقية جدة " وذلك في 26 فبراير – شباط عم 1995 ". 

وتابع المصدر الخليجي يقول : " ان الاتفاقية التي وقعها الملك حمد بن عيسى مع السعوديين ، ستضمن له سلامة وامن استمرار حكمه واحترام وجوده ملكا على البحرين والقبول والاعتراف بمن يتوارثه من ابنائه وله حق التصرف بالسياسة الخارجية وتوقيع الاتفاقيات الامنية والعسكرية والسياسية ، ولكن بعد مشورة مع المسؤولين السعوديين ولهم حق الاعتراض على أي من هذه الاتفاقيات اذا وجدوا فيها ضررا بأمن السعودية او تعارضا مع سياستهم الخارجية ، كما تطلق هذه الاتفاقية يد السعودية في البحرين لبناء قواعد بحرية وبرية وجوية للجيش السعودي بشكل دائم ، ونصب شبكات الصواريخ والرادارات دون ان يحق للبحرين التدخل في شؤونها او الاطلاع على تحركات القطاعات العسكرية ومهامها .

ومن هذا السياق يأتي دور المخابرات الإمريكة بالإيعاز لملك السعودية وملك البحرين غيرهما من الأمراء والملوك من الثروات العربية المسروقة بتجنيد دعاة الدين الذين هم أساساً وعاظ السلاطين وعلماء البلاط و القنوات الفضائية والأقلام المأجورة المملوكة بعضها لهذه الأنظمة بإستهداف الثورات وتشويه صورتها ومهمتها إسناد التهم للمعارضه وطبعاً لا تخلوا تلك التهم من الإنتماء لحزب الله أو التخابر مع إيران وذلك مقابل عدم إستهداف أنظمتهم والبقاء على عروشهم . 

فماهي أدوات تنفيذ هذه المؤامرة؟
لا شك بأن تلك المؤامرة يقودها أمير قطر والذي تمتلك بلاده قناة الجزيرة والتي إتخذت في الآونه الأخيرة منحى التحريض على بعض الأنظمة الحاكمة على حسب الأهواء الإمريكية والصهيونية و ملك السعودية التي تتبنى قناتها «العربية» الخطاب التحريضي ضد سوريا وغيرها بدعوى الديمقراطية والحرية للشعوب ولكن ترى هذه القناة تتجاهل الثورة في البحرين بل في السعوديه نفسها لا تجد أحزاب ولا حرية تعبير ولا جمعيات حقوقية أو نقابية ولا دستور بل إن النظام السعودي لم يتورع في سبعينيات القرن الماضي من اختطاف السعودي «ناصر السعيد» من بيروت بعد إصداره كتاباً ضخماً يثبت بالوثائق الأصول اليهودية لعائلة آل سعود فتمّ الإلقاء بناصر السعيد من طائرة سعودية في سماء الربع الخالي. 

ناهيك عن السجل الأسود للمملكة في التنكيل بالإنسان السعودي وحقوقه والدور الذي تلعبه المؤسسة الدينية السلفية المتشدده هناك والتي تأخذ إملائاتها من الإدارة الإمريكية ونرى جلياً الدور الذي تلعبه السعودية بجناحيها الحكومي والسلفي المتشدد تمهيداً لاحتلال سوريا حالياً والدور الذي لعبته لإحتلال ليبيا سابقاً وكلاهما دولتان نفطيتان . وبات واضحاً دورها في تمويل ليس فقط الأحزاب الإسلامية بل حتى تلك العصابات في العراق وأفغانستان ودور علمائه السلفيين في التحريض ضد شعب البحرين وخصوصاً من الطائفة الشيعية والتحريض ضد نظام الرئيس بشار الأسد ومحاولة زرع فتنه هناك والإطاحه به وفي سياق الدور نفسه ظهر لنا من دويلة قطر يوسف القرضاوي ظهر مؤخراً ليهاجم الثورة في البحرين ويصفها كما أراد أسياده في قطر وفي الإدارة الإمريكية بأنها ثورة طائفية وكذلك ليحرّض الشعب السوري على رئيسه تحريضاً طائفياً، فأظهر القرضاوي بذلك جانباً آخر لعمامته الدينية والتي تثير التقزّز وتوضح جلياً إزدواج المعايير عند مثل هؤلاء المدفوعين الأجر للأسف . 

وأخيراً هل يجب على العرب المستهدفين أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان الممنهج ضدهم من قبل حكومات عميلة للموساد الإسرائيلي وتلك الأنظمة التي تأكل الفتات على موائد الإستخبارات الإمريكية والتي تستهدف صوت الحق وتحاول جاهدةً لكبت صوت الحرية والمطالبة بالحقوق ؟ 

إن مايقع على شعبنا في البحرين من هجمة شرسه تدار على يد القوات السعودية بهوية طائفية لا ينبغي أن يمر مرور الكرام وإن ضمائر الأحرار لابد أن تنهض وتدفع الأذى والبلاء عن أهل البحرين الذين يرزحون تحت وطأت الإحتلال السعودية في أرضه ووطنه بخطط مسبقه من الإدارة الصهيو – إمريكية .
وهل ثمة إرهاب وتحريض على العنف يفوق ما تمارسه هذه الحكومة مستخدمة مختلف أنواع التزوير والتضليل دافعة مجتمعنا البحريني إلى الانقسام ودافعة بأجيال من شبابنا إلى المجهول؟ 




بقلم / علي الهاشمي 
لقراءة المقال على إسلام تايمز 



Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة