الشريط

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

عودة الإمام الحسين... في كربلاء البحرين




عودة الإمام الحسين في كربلاء .. البحرين
 مقالي على إسلام تايمز :

ما زالت الجريمة الكبرى ألا وهي جريمة وفاجعة  كربلاء من أبشع الجرائم التي أرتُكبت في حق الإنسانية على مر العصور ، وذلك لأن هذه الجريمة ما حدّثنا التاريخ عن أبشع وأشنع منها ، وما عُرفت جريمة على مر التاريخ ومر الأزمنه  منذ عهد أبو البشرية آدم وإلى يومنا هذا، أسوء من جريمة كربلاء .
لقد ضحى إبن بنت رسول الله (الإمام الحسين ) عليه وعلى جده وأبيه وأمه والمعصومين من بنيه أفضل الصلاة وأتم التسليم في كربلاء بكل ما لديه من إمكانيات، وأعطى كل ما لديه من تضحيات، وإستطاع عليه السلام أن يحافظ على دين جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
بعد أن أرادت بني أميه بهذا الدين السوء وأرادت له الإنحراف.
إن التضحيات الكبيرة التي ضحى بها الإمام الحسين عليه السلام، والدماء الطاهرة الزكية التي سالت على فيافي كربلاء، كانت سببًا لشجرة كبيرة مثمرة تؤتي ثمارها كل حين، وتزداد ثمارها في كل عام بذكرى فاجعة الطف الأليمة.
ولولا الحسين عليه السلام وثورته الباسله  ما رأيت موحدًا، ولولا  ثورة الحسين عليه السلام ما رأيت مسلمًا، ولولا ثورة الحسين عليه السلام
 ما سمعت بذكر النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، إذًاً ثمار هذه الشجرة واضحة، وهي في متناول الأيدي في كل زمان وفي كل مكان، ومن هنا نقول: "كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء".
 ثورة الإمام الحسين عليه السلام إرتكزت على عدد من الأركان ، وإستطاعت من خلال هذه الأركان ومن خلال هذه الأسس الرصينة، أن تحقق الأغراض المرجوة التي رجاها الإمام الحسين عليه السلام ، ونذكر بعض هذه الأركان والتي تتمثل في التالي:

أولاً :
هي القاعدة الرصينة التي قامت عليها الثورة، وهذه القاعدة الرصينة تتمثل وتتشخص في صلح الإمام الحسن (عليه السلام ) مع إبن آكلة الأكباد معاوية ابن أبي سفيان، حيث أن الإمام الحسن عليه السلام هو أول من أسَّس لثورة كربلاء، وهو أول من أرسى قواعد هذه الثورة العظيمة المقدسة التي إهتدى الناس من خلالها.



 ثانياً:
مجيئ دور الإمام الحسين لبناء هذه المفاهيم ، ولتشييد هذه الثورة في كربلاء، وإذا به يخرج مسلّطًا سيفه على نحر الظلم، وسعيه لإستقامة  الإعوجاج والذي أصاب الأمة الإسلامية من بعد عهد النبي صلى الله عليه وآله بعد أن أفسد بنوأمية في هذا الدين وإستحلوا شرب الخمر والمنكرات وإستباحوا دماء المسلمين وتسلطوا على الرقاب وأحلوا نواهي الله سبحانه وتعالى ،وفي قول الإمام الحسين عليه السلام  : "وإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا، ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير في سيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب".
فبذلك بما قدمناه من شرح بسيط لما تقدم في هذا الجانب ، نرى بأن ثورة الإمام الحسين لم تكن فقط هي ثورة دينيه أو لتصحيح الإسلام من بعد عهد النبي صلى الله عليه وآله ، ولكنها كانت ثورة شاملة إقتلعت جذور الفساد وصححت مفاهيم الدين الإسلامي وكذلك سعى لتصحيح الحكم وسياسته الظالمة في ذلك الوقت ولإعادت الأمور الدينيه والسياسية إلى نصابها الصحيح وإن ما نشهده من ثورات إسلامية تحدث في شتى أنحاء البقاع الإسلامية والدويلات العربية هو إمتداد لنفس الخط الحسيني وإمتداد وإرتباط وجداني بمفهوم ثورة الإمام الحسين ولوإختلفت الإزمنه والأمكنه وإختلف الأشخاص في ذلك ولكن جميعهم قد خرجوا رفضاً للظلم والسياسات الجائرة من قبل الحكام والطغاة ، وأوضح مثال لذلك مانشهده على الساحة البحرينيه ولو ربطنا ثورة الإمام الحسين عليه السلام بثورة شعب البحرين سنجد بأنها متطابقة في الكثير من النواحي فالحاكم في البحرين يشابه الى حد المطابقة يزيد إبن معاويه (عليه من الله مايستحق) في الإسلوب والفعل وسياسية الحكم ، فإن الحكم الأموي برئاسة معاوية ويزيد كانا يظهران الإسلام والتدين ويبطنان عكس ذلك ولقد أفسدوا في البلاد وإستحلوا المعازف والأغاني والخمور وكذلك يفعل الحاكم في البحرين  بإسم الإنفتاح ونرى هذا المثال واضحاً وبشكل صارخ في هذه الدويلة الصغيرة والتي هي من المفترض من الدول الإسلامية ولكن مازال الحاكم هناك يصرح ببيع الخمور وإستحل الغناء والمعازف ورخص للمجون والفجور في الفنادق والملاهي الليلية وأوكار الفساد والدعارة حتى بات كل ذلك يزاحم المواطنين الشرفاء حتى في أحيائهم ودور سكنهم ومناطقهم وجلب الكفرة الفجرة من شتى البقاع وأطلقهم في البلاد وعاثوا فيها فساداً من دون رقيب ومن دون حسيب بل الأدهى من ذلك كل مايجري من زندقة وفجور هو تحت منظومة القانون البحريني..!
حتى صنفت البحرين والعاصمة المنامة (بالعاصمة رقم 8 في مدن الخطايا) على المستوى العالمي وجاء ذلك في أحدى التقارير العالمية منذ فترة .
فثورة البحرين ليست ثورة كما يقال هي إمتداد لثورات الربيع العربي بل هي ثورة ذات عقيدة راسخه إمتدادها يصل الى عهد إبن بنت رسول الله الإمام الحسين عليه السلام ، فبذلك كل من راهن على خسران هذه الثورة هو واهم وإن الدم سوف ينتصر على المجنزرات والعسكر المرتزقة كما إنتصر الدم على السيف في واقعة كربلاء وإن هذه الثورة لن تركن للظالمين ولحاكم البحرين والذي أفسد في البلاد وتسلط على العباد بل سوف تستمر حتى في موسم عاشوراء وهذا الموسم هو ليس للبكاء والنحيب  بل هو موسم يستمد منه الثوار بكافة فئاتهم  والمتطلعين للتحرر من قيود العبوديه والتسلط والطامحين بالتحرر من عصور الظالمين وأزمنة الإستبداد الأموي .
فأنا أشبه مايحدث على أرض البحرين من ظلم ومن قتل ومجازر شنيعه ترتكب في شوارع البحرين أو من خلف جدران السجون هو نفسه ماحدث في كربلاء وما عاصرته من أحداث بأدق تفاصيلها فكما جرت على صدر أبي عبدالله الحسين عليه السلام خيول بني أمية فلقد دهست سيارات المرتزقه في البحرين الشباب وهشمت عظامهم وأخفت جمالهم وهم في زهرة العمر ، وكما أحرق بنو أميه الخيام على عترة النبي صلى الله عليه وآله كذلك فعل النظام الحاكم في البحرين بحرق الخيام في دوار الشهداء وتركوه يستعر بنيران الحقد الأموي ، وقد أحرقوا بعض المنازل والسيارات وكذلك وكما حاصرت بنو أميه الإمام الحسين وأهله وصحبه عليهم السلام أجمعين ، فلقد فعل النظام الحاكم الظالم في البحرين ذلك بمحاصرته للقرى والمناطق وبالخصوص الشيعيه والأمثله لذلك كثيرة جداً وكما قلت قد تصل الى حد المطابقه .
إن الإمام الحسين عليه السلام عندما ضحى بكل ما يملك إنما لله،  و قدّم وضحى لله سبحانه وتعالى، فمن هنا نجح وإنتصر الإمام عليه السلام، وانهزم بنو أمية، وأطيحت دولتهم، ببركة الحسين وآل الحسين (عليهم السلام)
وفي هذا الموضع أستذكر كلمات الإمام الحسين عليه السلام حينما قال :

تركت الخلق طراً في هواكَ** وأيتمت العيال لكي أراكَ
فلو قطعتني في الحب إرباً ** لما مال الفؤاد إلى سواكَ


فأنا أدعوا الثورا في البحرين لمواصلة نهج الجهاد الحسيني في كل المناسبات وكل الأزمنه وليس بصحيح التخلي عن مفهوم الثورة في أيام عاشوراء بل ليكون موسم عاشوراء هو الدافع وهو الملهم لقلوب الثوار فكما إنتصر دم الإمام الحسين عليه السلام على يزيد وجحافل مرتزقته سوف تنتصر دمائكم على أحفاد بنو أميه عاجلاً ذلك أم آجلاً وإن الله معكم ويدافع عنكم مادمتم تمسكتم بحبل الله سبحانه وتعالى وتمسكتم بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار .

يقول المولى عز وجل:-
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)- الحج 38

لقراءة المقال على إسلام تايمز:

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة